التصنيفاتمقالاتي

الشوق أغدقني لقافية ابن إدريس

كثيرة هي الأهواء والميول والاتجاهات والرغبات، وكل له منحاه وسلوكه، وعندما يكون الشوق لإنتاج أدبي.. ستجد شعراً ونثراً مما هو مميز في طرحه وسبكه وعمقه وسعة إحاطته وجودته معنىً وصياغة، فذاك أمنية لكل راغب في الارتواء.

لك أخي القارئ الكريم أن تتصور زمناً غابراً مليئاً بالشح، يُسيطر عليه جفان التنمية وقلة في ذات اليد، وانعدام للاتصال والمواصلات ومقومات الحياة الاجتماعية، وحينها انظر كيف تكون العصامية المصحوبة بالنقاء والعفة والطهارة والترفع والاستغناء، وهنا تبدو لك سيرة الفضلاء.

لقد شدني كتاب (قافية الحياة) لشيخنا الفاضل/ عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس ومسيرته الحياتية.. أمد الله في عمره مصحوباً بوافر من الصحة والسعادة، ولعلمي المسبق بهذه السيرة العطرة لروابط العمومة والخؤولة والصداقة مع فضيلته.. إلا أن الشوق أخذني لتتبع هذه السيرة من جديد، وكيف كانت البدايات ورتابة الحياة المعيشية وقسوتها، والمسار الذي اتخذه ورسم خطته الاستراتيجية عسى أن يتحقق له رسو سفينته على بر الأمان، وبحمد الله كان له ذلك بشرف ومروءة، وهنا لست بصدد شيء مما أفاض به فضيلته بقدر التنويه إلى ما قد يستفيده القارئ الكريم من حاضر جيلنا الصاعد والأجيال القادمة، ورؤيا كيف تكون السير. وقد عجبت من دقة التصوير والإحاطة بالتواريخ الهجرية والميلادية للأحداث والمواقف، وكذلك الإحاطة بأسماء من قابل، وناقش، وحاور، وكتب.. على مدى سبعين عاماً، يتوج هذا وذاك سلاسة الكتابة وانسياب المواضيع والصراحة المطلقة له وعليه.

أبو عبدالعزيز: كريم ببذله وخلقه وحسن تعامله وصلته وتواصله، وثري بأدبه وشعره وغزارة علمه.. أثابه الله وسدد على طريق الخير خطاه.