التصنيفاتمقالاتي

سدير والتراث وأهميته للأجيال القادمة

التراث وما أدراك ما التراث، ورؤى غالبية مواطني هذه الجزيرة لعقود سابقة من عدم العناية والاهتمام بهذا الشأن الحضاري، وقد نمت داخل الوطن معرفة التراث وأهميته قبل ثلاثة عقود من الزمن.. عزَّزها احتفالات مناسبة المئوية عام 1419هـ وصار حديث نخبة من المجتمع وأصبح له مراكز وكتـَّاب وفعاليات تقام بين وقت وآخر.

لقد لفت نظري ما جاء بصفحة الوراق في جريدة الجزيرة المحببة بتاريخ 6-3-1433هـ حول مسجد الداخلة أحد مراكز إقليم سدير والوصف الرائع الذي احتوى على كل لبنة من لبنات هذا المسجد وتقسيمات المبنى وأعمدته ومنافعه وعمقه التاريخي.

والحديث عن إقليم سدير الضارب في عمق التاريخ ومنتجاته وتواصله في أزمان غابرة داخل شبه الجزيرة وخارجها، وقوافله التجارية والمنازعات والخلافات وما تولّد عند ذلك من مواجهات… إلخ، حتى بزوغ نور الدعوة السلفية للشيخ محمد بن عبدالوهاب ومؤازرتها من قبل الإمام محمد بن سعود -رحمهما الله-، وما كان لأهالي سدير من مناصرة ومؤازرة للأدوار الثلاثة السعودية، شأنهم في ذلك شأن العديد من الأقاليم الأخرى.

ولما للموروث من أهمية تاريخية وإحياء لذكرى أجيال سادت ثم بادت صار لها من المواقف الصعبة، ومواجهة الشدائد في ظل انفلات أمني وحروب ومنازعات وموجات من الجدب والجفاف وقسوة الحياة.

هذا التراث يتعطش لمعرفته جيل حاضر وأجيال قادمة، وبما أوحت به ثقافة هذا العصر المليء بالمعطيات والمخترعات، وإذ أهيب بالجميع بأن يكون لهم من المشاركة والاهتمام بهذا الشأن ما يعزز الاعتناء بالموروث وإبرازه بشكله المأمول، ومسايرة أمم سبقت في هذا المجال.

ومن هنا لا أنسى الإشادة بالدور الفاعل الذي تضطلع به هيئة السياحة بقيادة رئيسها الشاب النشط سمو الأمير سلطان بن سلمان.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.