مصاب جلل وخبر مفزع وخطب جسيم لم نستطع أن نقابله إلا بالإيمان بقضاء الله وقدره، ذلكم كان وقع وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز التي هزّت القلوب وعصفت بأبناء الوطن وتجاوز أثرها إلى العالم.. رحمك الله يا أبا سعود وأسكنك فسيح جناته، وجزاك عن أمتك الجزاء الأوفى.
وكيف لي أن أعدّد مكارم سموه ومحاسنه وقد سبق الكثير والكثير بالإشادة بما هو أهل له, لقد لفت نظري عنوان تأبين سمو محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد حينما قال: (كان همّه تطبيق شرع الله، وإقامة الحق، ونصرة المظلوم) ألا يكفي أن نقف عند هذه الثلاث جمل ونفكر في أبعادها وآثارها ونستشهد بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة 8.
ونحمد الله أن هذا ديدن ونهج هذه الأُسرة الحاكمة الكريمة منذ عهد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- ووصولاً إلى عهد ولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -حفظهم الله-، وما هذا العنوان إلاّ نبراس راسخ في المحاكم والدواوين وآخذ به جمهور هذه الأمّة، وما على الجميع إلاّ التمسك بهذا المبدأ في علاقاتهم وتعاملاتهم وتراحمهم وتوادهم، والتحوّط لمفاجآت قادم الأيام والمحافظة على مكتسباتنا وعلى سفينة تجمعنا في مسارها بين تلاطم الأمواج.. حمى الله الجميع من كل مكروه.
وإذا كان لي من إضافة بشيء عن مكارم أخلاق سموه.. نذكر من ذلك: حسن معاملة الموقوفين في قضايا الإرهاب ونموذجية مكان إقامتهم، ومواصلة الدراسة للراغب في التعلُّم عن بُعد، وخلوة الزوج بعائلته، وإيجاد مركز للمناصحة يديره نخبة من العلماء المتخصصين، وإقرار مخصصات لعوائل الموقوفين، وتلك والله رعاية لم تتحقق لأمثالهم في سجون المعمورة.. غفر الله لسموه وأجزل له الأجر والمثوبة إنه جواد كريم.