التصنيفاتمقالاتي

الراوية الفاخري.. حفيد المؤرخ الفاخري

في يوم الأربعاء 12-11-1434هـ انتقل إلى رحمة الله الشيخ/ عبدالله بن محمد بن عمر الفاخري -رحمه الله- عن عمر ناهز (106) أعوام.. أمضى جُلها في كفاح وتنقلات ما بين الكويت وعدد من المناطق داخل المملكة.. مزاولاً أعمال التجارة، ومُتمتعاً بسيرة عُرفت بمسار محمود وبُعدٍ عن كل أمر منقود.. فقد عُرف وشقيقه الشيخ/ عبدالعزيز -رحمهما الله- في بلدتهما (حرمة) بالوجاهة والسماحة وإكرام الضيف ومساندة العاني وذوي الحاجة، وقد كان للفقيد تميز بالرواية وحفظ الحِكَم من النثر والشعر فصيحه ونبطه، ومرجعاً يَسْتَعِين به الباحث والمؤرخ للعديد من المواقف والأحداث التي جرت إبان جهاد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في توحيد هذا الكيان الماثل بكل مقوماته الحضارية.

كان من متع مجالسته أن روى لي قصة سفره على راحلته من حرمة إلى شقراء لاستيفاء دَيْن له على مقيم هناك، وأثناء العودة وفي الثلث الأخير من الليل شعر بالتعب وأنزل ما على راحلته وتركها ترعى من الأشجار وهو متكئ على عفشه وينظر لها ما بين فترة وأخرى حتى أخذته غفوة من النوم، ولما أسفر الصبح إذا بالماثل أمام عينيه شجرة ولم ير للناقة أثراً، فأخذ يجوب المكان يمنة ويسرة، وإذا بحيوان (أبي الحصين) يتبعه ويصدر صوتاً، وعندما يلتفت إليه يعود الحيوان مهرولاً، وتكرر هذا الموقف مما أغاظ صاحبنا وأراد أن يطلق عليه النار من بندقيته.. ثم تنبه لعل هذا الحيوان مرشداً له إلى ناقته فأخذ يتبعه حتى أوقفه عليها، يقول الشيخ إنه من شدة فرحه فاته أن يكرم هذا الحيوان بما يمكن أن يجود به، وما أكثر المواقف والأحداث التي يرويها والممتع ذِكْرُها.

غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.. إنه جواد كريم.